--------------------------------------------------------------------------------
مالك علي معاذ نجم غير عادي تسابق مع الموهبة وتفوق على رفاقه بصقلها وتحول في لمح البصر من لاعب ناشئ موهوب إلى لاعب يمتلك مستوى رفيعا وراقي وأصبحت الفرق تحسب له ألف حساب لاجادته اللعب السهل الممتنع. واستطاع بفنياته ومعارته ان يخطف الانظار في كأس الامم الآسيوية ونجح في قيادة المنتخب الى المباراة النهائية للبطولة امام المنتخب العراقي بعد ان سجل هدفين من الاهداف الثلاثة التي سجلها المنتخب في مرمى اليابان في دور الاربعة.. “المدينة” من جانبها رجعت للوراء بحثا عن بداية موهبة مالك وكيف استطاع ان يصل الى هذا المستوى الآن.
لفت مالك معاذ الانظار وشق طريقه نحو النجومية منذ الصغر من فريق الحارة بالعوالي في حوش عمر عندما بدأ عشقه لكرة القدم عرف بالحارة بلقب (الصغير) وكان اسم فريقه (عمر كوكو) وكان يدير الفريق في الحارة عمر نور الذي يحضر كل شيء للاعبي فريق الحارة ويزودهم بما يحتاجونه لأداء التمارين والمباريات وكانت مدرسته في المرحلة الابتدائية هي مدرسة أبو حنيفة النعمان وتم اختياره ضمن منتخب المدرسة وفي سن التاسعة التحق مع اخويه زياد وعبدالرؤوف بفريق البراعم بنادي الأنصار ليتدرب تحت إشراف المدرب الوطني عبدالحميد السيكا والذي سبق وان اكتشف النجم الدولي المخضرم محيسن الجمعان عندما كان يعمل مدربا في نادي النصر وكان من ضمن اللاعبين في فريق براعم الأنصار النجم ضياء هارون لاعب النصر حاليا ويوسف رشيد لاعب فريق الحزم حاليا أيضاً أخيه نجم الهجوم معاذ علي كذلك اللاعب ادريس وسعد أبو عصيدة.
استمر به الحال حتى وصل المرحلة المتوسطة في مدرسة عمر بن الخطاب وكان نقطة تحول هذا النجم واكتشاف موهبته من قبل معلم التربية البدنية بالمدرسة عبدالعزيز مرزا الذي تابع مالك وضمه إلى منتخب المدرسة في لعبة كرة القدم وكذلك ألعاب القوى والجمباز وحينها كان مالك قد انضم حديثا لفريق الناشئين بنادي الأنصار وكان لعبدالعزيز مرزا دور هام في تشجيعه ومتابعته ونصحه بالاستمرار وكان دائما يقول له استمر وواصل ولا تنقطع عن التمارين وستكون بإذن الله في الغد القريب لاعباً مشهوراً والكل يهتف باسمك وبنصائح معلمه واصل المسير نحو النجومية وتميز مع فريق الناشئين وكان المشرف على تدريب ناشئين الأنصار الكابتن عبدالسلام وعبدالكريم الأخضر انتقل بعد ان تخرج من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية الصناعية ليجد المجال الرياضي أكثر رحابة وكان معلم التربية البدنية في الثانوية الصناعية الأستاذ عدنان فلاتة الذي اعجب بموهبة مالك وسارع إلى ضمه إلى منتخب الثانوية الصناعية بالمدينة والمشاركة في البطولة التي تم تنظيمها بمشاركة بعض الدوائر الحكومية وفرق الأحياء وانتقل برفقة أصدقائه ورفاق دربه ضياء هارون ويوسف رشيد واخويه عبدالرؤوف وزياد إلى فريق كرة القدم لدرجة الشباب بنادي الأنصار ل وفي فترة وجيزة وبحكم مستواه الراقي صعد مالك الى فريق الأنصار الأول وبعد ان أنهى مالك المرحلة الثانوية التحق بعد ذلك بالكلية التقنية ودرس بها فصل دراسي واحد ولكن توقف رحلته الدراسية اثناء فترة انتقاله للأهلي.
بدأت الانظار تتجه نحو موهبته وعن هذه الفترة يقول كاتم أسرار معاذ شقيقه زياد أنا توقفت عن اللعب عند درجة الشباب فيما اكمل أخي مالك وعبدالرؤوف وبقية المجموعة اللعب في الفريق الأول وسمعنا ان الاتحاد في تلك الفترة يود التفاوض مع أخي مالك لكن ذلك لم يتم ربما بشكل رسمي وكما تعرف ان كل لاعب يطمح للعب في فريق كبير وعن طريق الكابتن والنجم الدولي حمزة صالح كانت مفاوضات انتقاله للأهلي وعن هذه المفاوضات اتصلت (المدينة) بالكابتن حمزة صالح وقال: حقيقة بعد عودتي من جدة إلى المدينة في آخر موسم لعبته مع الأهلي ذهبت إلى نادي الأنصار وتابعت لقاء كان يلعب فيه مالك مع فريق الأنصار وكان حينها مالك في درجة الشباب وحقيقة اعجبت بمستواه في ذلك اللقاء وعرفته من تلك اللحظة وما زالت علاقتي به مستمرة إلى الآن والحمد لله ويعتبرني أخيه الأكبر وكنت في تلك الفترة أقدم له النصائح واعطيه بعض الخبرات كي يستفيد من قدراته وامكاناته في الملعب وحقيقة وجدت فيه ميزة جعلتني اتواصل معه في هذا الجانب وهي التقبل وكنت الحظ ارتفاع مستواه.
ورغبته الدائمة في تطوير مستواه وهذه الميزة قل ان تجدها الا في لاعب موهوب مثل مالك وفي هذه الفترة لعب مالك مع فريق الأنصار الأول وقد كان انتقاله للنادي الأهلي عن طريقي.
حيث أرسلت إدارة الأهلي مندوبها وشاهده من المدرجات في مباراة رسمية أبدع فيها مالك وتألق وتلقيت اتصالا من سمو الأمير خالد بن عبدالله سألني فيه عن مالك ومستواه ونقلت لسموه صورة كاملة عن مستواه وإيجابياته وسلبياته وحقيقة تم بعد ذلك انتقاله للنادي الأهلي بكل سلاسة وبدون تعقيدات وكانت من وجهة نظره فرصة للبروز في نادي كبير مثل الأهلي كما حدث مع عدد كبير من لاعبي المنطقة الذين خاضوا مثل هذه التجربة وفعلا أثبت انه نجم واستفاد من النصائح التي كنت انقلها له كونه لاعب اتى من المدينة إلى مدينة جدة وكنت أركز في نصحي له بعدم السهر والمحافظة على النوم المبكر واختيار الأصدقاء وفعلا استمع لذلك وطبق نصائحي له بالفعل وكنت بكل أمانة أحاول أن أفيده من تجربتي فترة اللعب بالنادي الأهلي وهذا ما تم بالفعل وحقيقة ومن واقع خبرة اللاعب الذي يحافظ على برنامجه اليومي في التدريبات والأكل الصحي والنوم المبكر وعدم السهر نعرفه جيدا كما نعرف اللاعب الذي غير المواظب وكثير السهر من أدائه في الملعب ومالك كما نشاهده صاحب مستوى ثابت وهذا دليل على أنه يمشي في الطريق الصحيح ويشهد الجميع بعطائه في الملعب وعن إمكانات مالك يقول النجم الدولي المخضرم حمزة صالح مالك صاحب إمكانيات عالية فهو لاعب بالإضافة إلى انه يجيد التمركز يتميز بالبحث عن المرمى من أسهل الطرق ولديه ميزه ينفرد بها عن غيره وهي مهارة التسديد بالجري بالإضافة إلى مهارة الارتقاء وضرب الكرة بالرأس والكل شاهد مالك في مباراة منتخبنا الماضية أمام اليابان استطاع أن يسجل هدفين ببراعة فائقة وحقيقة مالك يستاهل هذه النجومية وأتمنى له التوفيق الدائم.
هذا جانب من حياة مالك كلاعب أما مالك الإنسان فهو مالك العلاقات الاجتماعية وصديق حميم لكل من عرفة ، يحرص على التواصل مع الجميع وعن هذا الجانب في مالك يقول شقيقه زياد عندما يأتي إلى المدينة يراوده الحنين إلى الحارة في العوالي ويذهب ويبحث عن أصحابه في أيام الطفولة ويحترم معلميه ويقدرهم وأصدقائه من اللاعبين يوسف رشيد وضياء هارون ويوسف الحربي أما علاقته مع اخوته في البيت ففيها من الحميمية ما يصعب وصفه يحب الجميع حتى عندما يسافر كما هو الحال الآن مع بعثة المنتخب في بطولة نهائيات كأس آسيا يتصل بنا يوميا ويتحدث مع الجميع ويزودنا برقم جواله حتى فيتنام ودائم الاتصال مع الوالدة ويحرص على التحدث معها حتى قبل النزول إلى أرض الملعب.
أما الوجبة المفضلة لمالك فهي المكرونة بالباشميل والكبسة وهواياته غير كرة القدم هي تربية الطيور وهذه الهواية أحبها وتعلمها من والده علي معاذ رحمه الله وحرص على استمرارها ولديه ببغاء يناديه بـ(الصغير) نفس لقبه في الحارة زمان وبين مالك والببغاء ألفه عجيبة وعندما يدخل إلى البيت يؤدي الببغاء نفس الحركة عند تسجيله للأهداف ويقوم طيره بعمل نفس الحركة ويردد طيره بعض الكلمات اثناء مداعبة مالك له.
بانتظار الردود الحلوة.
